وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ
____________________________________
الكفار ، من النيل منهم بعد ذلك.
[١٣](وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) الذين أظهروا الإسلام ، وأبطنوا الكفر (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) والمراد بهم ضعاف الإيمان ، وإن لم يصلوا إلى حد النفاق ، والمراد بالقلوب «النفوس» فإن الأخلاق المنحرفة ، ضعف ومرض في القلب ، كما أن أنواع العاهات ضعف ومرض في البدن (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) من النصرة على الأعداء (إِلَّا غُرُوراً) من «غار» وإنما سمي غرورا مبالغة ، كأن الوعد قطعة من الغرور ، من قبيل «زيد عدل» ، قال ابن عباس : إن المنافقين قالوا : يعدنا محمد أن يفتح مدائن كسرى وقيصر ، ونحن لا نأمن أن نذهب إلى الخلاء هذا والله الغرور (١).
[١٤] وإذ قد اشتد الخوف بالمسلمين ، قال عبد الله بن أبيّ المنافق لأصحابه : ليس لكم هنا محل ، فقوموا نرجع إلى المدينة ، وجاء بعضهم إلى الرسول يستأذنوه معتذرين ، بأن بيوتهم في المدينة ، ليست بحريزة ، فيخافون عليها اللصوص (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ) أي جماعة (مِنْهُمْ) أي من المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) فقد كانت المدينة تسمى «يثربا» قبل هجرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم سميت بمدينة الرسول ، ثم «المدينة» (لا مُقامَ لَكُمْ) أي لا محل لإقامتكم هنا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٩٣.