____________________________________
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز |
|
ذو نية وبصيرة ، والصدق منجي كل فائز |
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز |
|
من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز |
ولما تقابل الإمام ، وعمرو ، قال له الإمام : إنك كنت تقول في الجاهلية ، لا يدعوني أحد إلى ثلاث ، إلا قبلت واحدة منها؟ قال عمرو : أجل ، قال الإمام ، فإني أدعوك إلى الشهادتين ، قال عمرو : يا ابن أخي أخر هذه عني ، قال الإمام : والثاني ، أن ترجع من حيث أتيت «أي تترك الحرب وترجع إلى أهلك» قال عمرو : ولا تحدث قريش بهذا أبدا ، قال الإمام : والثالثة أن تنزل من على فرسك ، فتقاتلني ، فقبل عمرو ذلك ، لكن امتلأ عمرو رعبا من الإمام وتبادلا السيف ، فأصاب سيف عمرو رأس الإمام فشجه ، فغضب الإمام ، وضرب عمرو ضربة أسقط رجليه ، فخر على الأرض ، وعلت الغبرة ، ومدّ الطرفان أعناقهما ، ليروا الغالب من المغلوب ولما انجلت الغبرة ، رأوا الإمام جالسا على صدر عمرو ، وكبّر الإمام تكبيرة عالية ، وبهذا المنظر والتكبير ، قويت قلوب المسلمين ، وتزلزلت قلوب الكافرين ، ثم قطع الإمام رأس عمرو ، وأقبل به إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقتل بعض آخر ممن اقتحم الخندق ، وفرّ الباقون ، وتشتت كلمة الأحزاب ، وألقي الرعب في قلوبهم ، ولم يطيقوا إدامة الحصار ، وتخلت عنهم الأعراب ، وبنو قريظة ، ولذا تفرقوا من أطراف المدينة إلى مكة ، وسائر محالهم ، وقد كان قتلى المسلمين ستة ، وقتلى الكفار دون العشرة ، ومرّ الأمر بسلام ، وزادت قوة المسلمين المعنوية ، إلى حد هائل ممّا يئس