____________________________________
وأخيرا قرر الرسول عدم الخروج من المدينة ـ بإشارة سلمان الفارسي ـ بأن يحفر خندق حولها ، ويجعل للخندق جهة خاصة للقتال ، لئلا يحيط العسكر بالمسلمين ، فيبيدوهم عن آخرهم ، وقد كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عهد بحسن الجوار ، مع بني قريضة ، وهم يهود قرب المدينة ، لكن «الأحزاب» تمكنت من استمالة بني قريظة ، لنقض العهد ، وبذلك دخل في قلوب المسلمين رعب عظيم ، وبعد أن فرغ المسلمين من حفر الخندق ، أتتهم الجيوش كالسيل ، كما وصفها الله سبحانه «إذ جاءوكم .. إلى آخره» وبعد ما تم حفر الخندق ، خرج الرسول في ثلاثة آلاف من المسلمين ، ليواجهون الأحزاب وبينهما الخندق ، وطال الأمر بين الطرفين بضعا وعشرين ليلة ، لم يكن بينهما إلا الرمي ، فإن الأحزاب لم يقدروا على العبور ، والمسلمين لم يشاءوا ذلك وبعدها ، جاء عمرو بن عبد ود ، وعكرمة بن أبي جهل ، وجماعة آخرون ، من أقوى شجعان الأحزاب ، فعبروا الخندق من مضيق كان فيه ، ثم أخذوا يجولون ، ويصولون ، يطلبون المبارزة من المسلمين ، لكن المسلمين قد أخذتهم الرهبة فلم يجرأ أحد منهم على الإقدام ، فأنشأ عمرو بن عبد ود ،
ولقد بححت من النداء |
|
بجمعكم هل من مبارز |
إلى آخر الأبيات ، وهنا قام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، يستأذن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمبارزته ، ولكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يأذن له ليمتحن بعض المسلمين ، وأخيرا أذن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام ، فخرج الإمام من معسكر المسلمين ، يريد مبارزة عمرو وأنشد يقول في جوابه :