مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (١١)
____________________________________
مِنْكُمْ) من قبل المغرب من ناحية مكة ، أبو سفيان في قريش ، ومن تبعه (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) من المؤمنين خوفا ، وزيغ البصر ميله عن كل اتجاه نحو اتجاه العدو ، فلا يكون كالبصر العادي يتحرك هنا وهناك (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) جمع حنجرة ، وهي منتهى الحلق ، وذلك لأن الإنسان الخائف تنفتح رئته فتضغط على قلبه ، فيصعد قلبه نحو الحنجرة (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) أي الظنون السيئة ، أو المراد الظنون المختلفة ، فظن المؤمنون النصر ، والمنافقون الهزيمة.
[١٢] (هُنالِكَ) في تلك الوقعة (ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) امتحنوا واختبروا ليظهر الصادق منهم من الكاذب ، والصابر والجازع (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) أي حركوا بسبب الخوف تحريكا عنيفا ، في معتقدهم وأقوالهم ، وأعمالهم ، فكما أن الزلزلة تحرك الأجسام ، فالحوادث تحرك الأشخاص ، ومختصر القصة (١) في غزوة الأحزاب وتسمى الخندق يئس المشركون واليهود والقبائل من إمكان القضاء على الإسلام بانفرادهم فتفكروا في تجميع قواهم لضرب الإسلام فتجمعت عشرة آلاف مقاتل من قريش ، وبني سليم وأسد ، وفزارة ، وأشجع ، وغطفان ، عدا يهود بني قريظة ، ولما علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأمر استشار أصحابه في الأمر؟ فإن هذه القوة الهائلة ، لا يمكن الصمود أمامها ،
__________________
(١) قادة الإسلام للمؤلف.