وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ
____________________________________
بالجنات ، فإن السؤال ، إنما هو للجزاء (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) بعد أن يسأل عنهم (عَذاباً أَلِيماً) أي مؤلما موجعا ، وقد تفنن السياق ، بذكر السؤال عن المؤمن والعقاب للكافر ، وحذف في الأول النتيجة ، وفي الثاني السؤال.
[١٠] ثم يذكّر الله سبحانه المؤمنين ببعض نعمه عليهم ، مما يقوي فيهم روح الإيمان ويستمروا على الصدق (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إما خاص بمن كان في الواقعة ، وإما عام شامل لكل المؤمنين باعتبار ، أن ذلك النصر عاد على الجميع بالخير (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) في قصة غزوة الأحزاب (إِذْ جاءَتْكُمْ) أيها المؤمنون (جُنُودٌ) من الكفار لتدميرهم (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) هبت عليهم حتى أكفأت قدورهم ، ونزعت فساطيطهم ، ورمت بالرمل والحصباء في وجوههم (وَ) أرسلنا (جُنُوداً) من الملائكة لإلقاء الرعب في قلوبهم (لَمْ تَرَوْها) بأعينكم (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) فإنه سبحانه أبصر أتعابكم وأعمالكم في حفر الخندق ، وتنظيم الجيش والعمل لأجل إنجاح المؤمنين ، وغير ذلك.
[١١] واذكروا (إِذْ جاؤُكُمْ) أي جاءكم جنود الكافرين (مِنْ فَوْقِكُمْ) أي فوق الوادي قبل المشرق ، وهم قريظة ونضير وغطفان (وَمِنْ أَسْفَلَ