النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ
____________________________________
ما تقدم من ذكر بعض الروابط الاجتماعية ، التي كانت قبل الإسلام بالنسبة إلى بنوّة الدعي ، وأمومة المظاهر منها ، فالدعي ليس ابنا ، وإنما الأمة أبناء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمظاهر منها ليست أمّا ، وإنّما زوجات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أمهات (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فكما يحق للإنسان أن يتصرف في شؤون نفسه المباحة ، كأن يبقى ، ويذهب ، ويعمل ، وغيرها ، كذلك للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الحق ، بل أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أولى فإذا أمر الرسول بشيء ، وأراد الإنسان شيئا آخر لزم تنفيذ أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن هذه الآية الكريمة ، استنبط الفقهاء القاعدة الفقهية «الناس مسلطون على أنفسهم» (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) فما للأم من الاحترام والإكرام ثابت لزوجات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن تلك حرمة نكاحهن بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن المعلوم أن هذه الشرافة تتبع طاعة الله سبحانه فإذا خرجت بعضهن إلى معصيته تعالى لم يبق لها ذلك الشرف ، ولذا ورد إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي عليهالسلام : يا أبا الحسن ، إن هذا الشرف باق ما دمن على الطاعة ، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك ، فأطلقها في الأزواج ، وأسقطها من تشريف الأمهات ، ومن شرف أمومة المؤمنين .. ثم إن من المعلوم ، إن ذلك شرف خاص ، فلا يتعدى إلى أقربائهن ، حتى يكون هناك جد المؤمنين وعم المؤمنين ، وخال المؤمنين ، وخالة المؤمنين ، وهكذا (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) أي أن فيما كتبه الله سبحانه على المؤمنين ، أن أصحاب الرحم ، وهم الأقرباء بعضهم أولى ببعض ، في الإرث والولاية ، وسائر الأمور ، فلا توارث ، ولا ولاية ، إلا للأرحام ،