وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (٧٢)
____________________________________
الثواب على نفس السيئة التي ارتكبها ، بعد أن آمن وعمل صالحا وتاب ، فمثلا كان قد زنى ، فإنه إذا تاب توبة نصوحا ، أعطاه سبحانه ثواب النكاح لزناه ذلك ـ كما قال بذلك بعض ـ (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) يغفر الذنب لمن أذنب (رَحِيماً) يتفضّل عليهم ، فليس غفرانا مجردا ، بل مغفرة وفضلا.
[٧٢](وَمَنْ تابَ) مما سلف عنه من المعاصي (وَعَمِلَ) عملا (صالِحاً) بأن صحت عقيدته وعمله (فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ) أي أنه هو الذي يرجع إلى الله (مَتاباً) أي رجوعا حقيقيا ، أما من آمن ولم يعمل صالحا ، أو عمل صالحا ولم يؤمن فإنه لم يرجع إليه حقيقة ، إذ لو اعترف الإنسان بالله اعترافا عميقا لا بد وأن يؤمن ويعمل صالحا أو المراد أنه يرجع إليه مرجعا عظيما من قبيل (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (١) و «المتاب» مصدر ميمي ، من تاب بمعنى رجع.
[٧٣](وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ) شهادة (الزُّورَ) أي الكذب ، وأصل الزور تمويه الباطل بما يوهم أنّه حق ، من «زوّره تزويرا» (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ) أي الباطل ، أو الشامل له ولما لا فائدة فيه ـ كما هو الظاهر ـ (مَرُّوا كِراماً) جمع كريم ، أي يفعلون عند مشاهدة الباطل ، ما يفعله الإنسان الكريم الرفيع النفس ، ففي مقام النهي ينهون ، وفي مقام السكوت
__________________
(١) طه : ٧٩.