وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
____________________________________
القصاص ، أو الحد ، أو ما أشبه ذلك ، والاستثناء من الأصل ، وقوله «حرم الله» تلميح إلى وجه عدم إقدامهم على القتل (وَلا يَزْنُونَ) وهو الفجور بالمرأة (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) الذي ذكره من الشرك والقتل والزنى ، وإنما خص هذه الأمور ، ليشرعها عند الجاهليين ، بل وحتى الآن ، وكونها من أعظم المعاصي الموجبة للفساد ، في العقيدة ، أو في الحياة (يَلْقَ أَثاماً) أي عقوبة وجزاء على ما عمل يقال : أثمه الله أي جازاه جزاء الإثم.
[٧٠](يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ولعلّ المراد المضاعفة بالنسبة إلى سائر المعاصي ، يعني إن عذاب هؤلاء أكثر من عذاب غيرهم ، وإن كان بقدر استحقاقهم (وَيَخْلُدْ) أي يبقى دائما (فِيهِ) أي في العذاب (مُهاناً) في حال كون ذاك العذاب على وجه الإهانة ، ومن المعلوم أنّ الخلود بالنسبة إلى الكفار لا بالنسبة إلى المؤمن فإنه تدركه الشفاعة.
[٧١](إِلَّا مَنْ تابَ) أي رجع إلى الله سبحانه عما اقترفه من الآثام (وَآمَنَ) فإن الإيمان في أثر التوبة؟ ولذا ذكر بعقبها (وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) المراد به الجنس ، أي أتى بجنس العمل الصالح ، الذي يصلح لإسعاد الإنسان (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) أي يمحي عنهم السيئات ويكتب مكانها حسنات ، ومن المحتمل أن يراد إعطاء