وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
____________________________________
يسكتون ، وفي مقام التأديب يتأدبون ، وهكذا ، يقال : تكرم فلان عما يشينه أي تنزه ، وأكرم فلان نفسه ، أي لم يهو بها في مهوى المهانة والانحطاط.
[٧٤](وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا) أي ذكرهم الناس ، أو ذكرتهم الحياة ، بأن رأوا صاعقة تلفت الأنظار ، أو زرعا جميلا يذكّر خالقه ، وهكذا (بِآياتِ رَبِّهِمْ) الدالة على وجوده وصفاته وسائر الشؤون المتعلقة به (لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها) أي لم يقعوا على تلك الآيات (صُمًّا) جمع أصم (وَعُمْياناً) جمع أعمى ، أي لم يطلعوا عليها اطلاع الأصم الأعمى الذي لا يرتب الأثر إذ لا يسمع ولا يبصر ، فإن الإنسان إنما يرتب الأثر على الأشياء من جهة السماع أو الإبصار ، وكأن الإنسان الأصم الأعمى يقع على الشيء المرغوب فيه بلا استفادة منه ، أو المنفور منه بلا فرار عنه ، يخر على الأوراد ، وعلى الكنيف ، وهذا كناية عن عدم الاستفادة ، بخلاف السميع البصير ، فإن السميع يجلبه الترغيب وينفّره الإنذار ، والبصير يرى فيقدم أو يحجم ، والمؤمن يسمع الآيات ، ويشاهد الآثار ، فيرتب الأثر ، بخلاف الكافر.
[٧٥](وَالَّذِينَ يَقُولُونَ) من دعائهم ، يا (رَبَّنا هَبْ لَنا) أي أعطنا (مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا) أي أولادنا (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) أي أولاد تقرّ بهم العين ، وهو كناية عن الولد الصالح ، فإن الإنسان إذا صلح ولده أو سرّ بشيء آخر ، قرّت عينه ، بخلاف الإنسان المحزون الذي أصيب ببؤس أو ولد