وَقَوْمَ
نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً
وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧)
وَعاداً
وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ
____________________________________
[٣٨](وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا
الرُّسُلَ) فإن تكذيب رسول واحد تكذيب لجميع رسل الله تعالى (أَغْرَقْناهُمْ) بالطوفان (وَجَعَلْناهُمْ
لِلنَّاسِ آيَةً) أي عبرة وموعظة (وَأَعْتَدْنا) أي هيأنا (لِلظَّالِمِينَ) الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعاصي (عَذاباً أَلِيماً) سوى ما حل بهم في دار الدنيا ، أو المراد العموم أي أن
كل ظالم قد هيئ له عذاب مؤلم موجع.
[٣٩](وَ) أهلكنا (عاداً) قوم هود عليهالسلام (وَثَمُودَ) قوم صالح (وَأَصْحابَ الرَّسِ) ورد أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها «شاه
درخت» وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا بينهم في الأرض وذلك بعد سليمان بن داود عليهالسلام فأهلكوا بريح عاصفة شديدة الحمرة تحيروا فيها وذعروا
منها وتضام بعضهم إلى بعض ، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد سحابة سوداء
فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار (وَ) أهلكنا (قُرُوناً بَيْنَ
ذلِكَ كَثِيراً) أي بين هذه الأقوام الذين ذكروا من عاد وثمود وقوم نوح
وأصحاب الرس ، والقرن هو الجيل ، يقال لهم قرن لتقارن أعمارهم.
[٤٠](وَكُلًّا) من تلك القرون والأقوام التي أهلكناها بسبب كفرهم
وفسادهم (ضَرَبْنا لَهُ
الْأَمْثالَ) أي ذكرنا لهم أنهم إن لم يؤمنوا عذبوا