وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠) وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (٤١)
____________________________________
كما عذب من سبقهم ـ وهذا كما نمثل لقوم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ (وَكُلًّا) من أولئك القرون والأقوام (تَبَّرْنا تَتْبِيراً) أي أهلكناهم إهلاكا ، يقال : تبره بمعنى أهلكه.
[٤١](وَلَقَدْ أَتَوْا) أي مضوا ورأوا ، والمراد كفار مكة (عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) يعني قرية لوط التي أمطرت عليها الحجارة ، فإن قريته بين مكة والشام ، وقد كان أهل مكة يمرون عليها عند ذهابهم إلى الشام ولدى إيابهم (أَفَلَمْ يَكُونُوا) هؤلاء الكفار (يَرَوْنَها) أي يرون تلك القرية؟ فلما ذا لا يخافون أن يصيبهم بتكذيبهم مثل ما أصاب تلك القرية؟ (بَلْ) رأوها ، ولكنهم (كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) أي أنهم إنما لم يعتبروا بها لأنهم لا يقرون بالبعث والحساب ، ومن أنكر الآخرة وأنكر المبدأ ، حمل كل شيء على غير وجهه ولعلهم كانوا ينسبون قصة قوم لوط إلى الصدفة ، كما نشاهد أمثالهم في أيامنا هذه.
[٤٢](وَإِذا رَأَوْكَ) الكفار ، يا رسول الله (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) أي لا يحسبونك (إِلَّا هُزُواً) أي مهزوا به ، كأنه أداة للسخرية والاستهزاء ، فيقولون على وجه السخرية (أَهذَا) الرسول هو (الَّذِي بَعَثَ اللهُ) إياه (رَسُولاً) أي كيف يمكن أن يكون هذا رسولا ، ولم يكن استهزاءهم إلا عنادا وحسدا وكبرا ، وإلا لم يكن لهم دليل ومنطق على عدم رسالة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.