الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦)
____________________________________
يحشروا مقلوبين على وجوههم (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ) ويساقون (عَلى وُجُوهِهِمْ) سحبا على الوجوه (إِلى جَهَنَّمَ) ليلاقوا جزاء أعمالهم الكافرة في الدنيا (أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً) أي منزلا من غيرهم (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) فإن سبيلهم يؤدي إلى الهلاك ، بينما سبيل المؤمنين يؤدي إلى الجنان ، وهذا في مقابل قولهم في المؤمنين «أنهم لضالون». و «شر» و «أضل» لا يراد بهما التفضيل حقيقة.
[٣٦] ثم ذكر سبحانه قصص بعض الأنبياء عليهمالسلام الذين كذبهم الأقوام فكانت لهم العاقبة السيئة بسبب تكذيبهم ، وهذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنذار للمشركين (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) أي التوراة (وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) له يساعده في التبليغ والإرشاد.
[٣٧](فَقُلْنَا) لهما (اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) وهم فرعون وقومه ، والمراد بتكذيبهم ، إما بعد إتيانهما إليهم ، وإما قبل ذلك حيث لم يقبل فرعون وقومه ما بقي من علوم الأنبياء عليهمالسلام وآثار المرسلين ، وجاء موسى وأخوه إليهم ودعياهم إلى الله فلم يقبلوا (فَدَمَّرْناهُمْ) أي أهلكنا فرعون وقومه بالغرق (تَدْمِيراً) أي إهلاكا عظيما.