وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠)
____________________________________
خلف ، فقال صبأت يا عقبة؟ قال : لا والله ما صبأت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت له فطعم. فقال أبي : ما كنت براض عنك أبدا حتى تأتيه فتبصق في وجهه ، ففعل ذلك عقبة وارتد وأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فضرب عنقه يوم بدر صبرا ، وأما أبيّ بن خلف فقتله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد بيده في المبارزة (١).
أقول : وبناء على هذا النزول يكون مصداق قوله «فلانا» «أبيّ» لأنه الذي كان خليلا مع عقبة ، وقد ورد في حديث آخر أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين بصق في وجهه احمرّ وجهه المبارك ، ومسح البصاق بيده ، كما ورد أن الرسول جاء شاكيا إلى أبي طالب ، فأمر أبو طالب بعض خدمه أن يأخذ رحم دابة ، وجاء بها حتى رأى عقبة فأفرغها في رأسه ، كما صنع بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٣١] وقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك الموقف الهائل ، شاكيا إلى قومه (يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) أي هجروا القرآن وابتعدوا عنه ، والمراد بالقوم ، إما قريش أو مطلق الناس ، لأن المراد بقوم الأنبياء ، من أرسلوا إليهم وهذا يناسب قول الظالم (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) والآية وإن كانت ظاهرة في الكفّار إلا أنها أعم ، قال الإمام
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٦٩.