وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (٣١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً
____________________________________
الصادق عليهالسلام : ليس رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى جنة أو تسوقه إلى نار ، تجري فيمن بعده إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر (١) ، وعلى هذا فهجر القرآن ـ في هذا الزمان ـ ترك العمل بأحكامه واتخاذ مناهج الكفار نظاما للحكم ، دون دساتير القرآن.
[٣٢] ويسلي الله الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن ترك الأقوام للهدى إنما هو شيء قديم ، فقد كان للأنبياء أعداء يهجرونهم ، ويعادونهم (وَ) كما لك أعداء يهجرون كتابك وينصبون لك العداء (كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) ومعنى جعل الله سبحانه أنه لا يأخذهم حيث يعادون الأنبياء ، وإنما يتركهم وشأنهم ، ليبلغوا أجلهم ، وليرفع مقام النبي بالصبر على المكاره. يقال : جعل الملك اللص في الطريق ، إذا لم يضرب على يده وتركه يفعل ما يشاء (مِنَ الْمُجْرِمِينَ) أي من الذين يأتون بالجرائم ، وهي المعاصي (وَكَفى بِرَبِّكَ) يا رسول الله (هادِياً) فإنه سبحانه يهدي الناس (وَنَصِيراً) ينصر المؤمنين بالآخرة فلا يهمك أن يقف المجرم في طريق الدعوة ويكون له الغلب المؤقت.
[٣٣] وبعد أن بين الله تعالى بعض كلمات الكفار حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقرآن مثل «قالوا لو لا أنزل علينا الملائكة» ذكر بعض مناقشاتهم الأخر (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ) أي على الرسول (الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً)
__________________
(١) راجع بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٨٧ ، وردت عن أمير المؤمنين عليهالسلام.