قائمة الکتاب
الاستعاذة
٢٩٥
إعدادات
التفسير الأثري الجامع [ ج ١ ]
التفسير الأثري الجامع [ ج ١ ]
تحمیل
عبد المؤمن ، قال : قرأت على يعقوب الحضرمي : أعوذ بالسميع العليم ... فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على سلام بن المنذر : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على عاصم بن بهدلة : أعوذ بالله السميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فانّي قرأت على عبد الله بن مسعود : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : «يا ابن امّ عبد ، قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا أخذته عن جبريل عن ميكائيل عن اللوح المحفوظ».
قال ابن الجزري : حديث غريب جيّد الإسناد من هذا الوجه. ورواه مسلسلا أيضا وبعدّة طرق. وهكذا قرأ على مشايخه العظام الثقات وكلّهم أقرّوا على هذا اللفظ باتّفاق الكلمة (١).
[١ / ١٦٢] وروى الخزاعي أيضا في كتابه «المنتهى» بإسناده إلى عبد الله بن مسلم بن يسار ، قال : قرأت على أبيّ بن كعب : أعوذ بالله السميع العليم. فقال : يا بنيّ ، عمّن أخذت هذا؟ قل : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» كما أمرك الله عزوجل (٢).
قال : دعوى الإجماع على هذا اللفظ بعينه مشكلة ، والظاهر أنّ المراد : على أنّه المختار ، فقد ورد تغيير هذا اللفظ والزيادة عليه والنقص :
فقد نقل عن حمزة : أستعيذ ونستعيذ واستعذت. قال : ولا يصحّ. ونقل عن الإمام الحافظ العلّامة أبي أمامة محمّد بن علي بن عبد الواحد بن النقاش ـ في كتابه «اللاحق السابق والناطق الصادق في التفسير» : أنّ دخول السين والتاء في الأمر بالاستعاذة («استعذ» «تعوّذ») إنّما هو لمكان الطلب ، إيذانا بطلب التعوّذ. فمعنى «استعذ بالله» : اطلب منه أن يعيذك. فامتثال الأمر هو أن يقول : أعوذ بالله ، لأنّ قائله متعوّذ أو مستعيذ قد عاذ والتجأ. والقائل : أستعيذ بالله ، ليس بعائذ ، إنّما هو طالب العياذ به وطالب للاعتصام. وفرق بين نفس الاعتصام وبين طلب ذلك ... وحسّنه ابن الجزري قال : ولله درّه ما ألطفه وأحسنه!
ثمّ زيّف الحديث الوارد الآتي :
[١ / ١٦٣] بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم استعاذ بلفظ : «أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم». وهكذا ضعّفه شيخه أبو الفداء إسماعيل بن كثير صاحب التفسير ، قال : وهذا الأثر غريب وإنّما
__________________
(١) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٤٣ ـ ٢٤٦.
(٢) المصدر.