قال ابن السرّاج : والاختيار عندي : الصاد ، لأنّها أخفّ على اللسان ، لأنّ الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان ، ويحسنان في السمع. والسين حرف مهموس ، فهو أبعد من الطاء. ولأنّها قراءة الأكثر (١).
قلت : ولأنّه الثابت عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي قراءة حفص المسندة إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. قال أبو حيّان : وبها كتبت في الإمام (٢).
***
[١ / ١٢٢] روى العيّاشي بإسناده إلى محمّد بن علي الحلبي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سمعته ما لا احصي وأنا اصلّي خلفه ، يقرأ : إهدنا صراط المستقيم بغير لام التعريف مضافا (٣). ليكون «المستقيم» وصف إنسان كامل ينبغي الاقتداء به والاهتداء بهداه. وقد فسّر بالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام حيث القدوة والاسوة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١ / ١٢٣] ففي رواية داوود بن فرقد ـ في تفسير الصراط ـ عن الصادق عليهالسلام قال : يعني أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه (٤).
وهكذا جاء في كلام الطبرسي في مجمع البيان (٥).
وسيأتي تبيين المراد من تفسير «الصراط المستقيم» بالإمام أمير المؤمنين ، معنيّا به القدوة في انتهاج مسيرة الإسلام ، «وأنّ الحقّ يدور معه حيثما دار» (٦).
قراءة (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
[١ / ١٢٤] أخرج ابن أبي داوود بعدّة طرق أنّ عمر بن الخطّاب كان يقرأ : صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين (٧).
__________________
(١) الحجّة في القراءات ١ : ٤٩ ـ ٥٠.
(٢) البحر المحيط ١ : ٢٥.
(٣) العيّاشي ١ : ٢٤ / ٢٦. جاء في النسخ المطبوعة معرّفا باللام. وكذا من نقله عنه ممّن تأخّر عنه. غير أنّه لا وجه للاختصاص بقراءتها. ومن ثمّ فالصواب هي الإضافة بلا لام ، كما ذكره المولى الشيخ أبو الحسن الشعراني في هامش مجمع البيان ١ : ٣١. وهكذا ذكر ابن عطيّة : أنّ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قرأ : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) بالإضافة. (المحرّر الوجيز ١ : ٧٤).
(٤) العيّاشي ١ : ٢٤ / ٢٥.
(٥) مجمع البيان ١ : ٧٢.
(٦) الحديث ، أخرجه ابن مردويه في المناقب بإسناده إلى أبي ذرّ رضى الله عنه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. راجع : الغدير ٣ : ١٧٨.
(٧) المصاحف : ٥١.