«ما لهم عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها ، وهي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (١).
[١ / ٣٦٨] وبإسناده إلى أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ويرفع صوته بها ، فإذا سمعها المشركون ولّوا مدبرين ، فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)» (٢).
[١ / ٣٦٩] وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «علّمني جبرئيل الصلاة فقام فكبّر لنا ، ثمّ قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فيما يجهر به في كلّ ركعة» (٣).
[١ / ٣٧٠] وأخرج عن الحكم بن عمير وكان بدريّا قال : صلّيت خلف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فجهر في الصلاة ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في صلاة الليل ، وصلاة الغداة ، وصلاة الجمعة (٤).
ما ورد من الإسرار بالبسملة أو تركها
وهي أحاديث غريبة ومعارضة بالأصحّ الأقوى والأشهر ، فضلا عن نكارة فيها سوف ننبّه عليها :
[١ / ٣٧١] أخرج البيهقي عن الزهري قال : من سنّة الصلاة أن تقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وإنّ أوّل من أسرّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة ، وكان رجلا حييا (٥).
[١ / ٣٧٢] وأخرج الطبراني عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يسرّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وأبو بكر ، وعمر (٦).
[١ / ٣٧٣] وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ابن عبد الله ابن مغفل قال : سمعني أبي وأنا أقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال : أي بنيّ محدث؟ إيّاك والحدث ، قال : صلّيت خلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم جهر
__________________
(١) العيّاشي ١ : ٣٦ / ١٦.
(٢) المصدر ١ : ٣٤ / ٦. والآية من سورة الإسراء ١٧ : ٤٧.
(٣) الدرّ ١ : ٢٠ ـ ٢١ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٥.
(٤) الدرّ ١ : ٢٢ ـ ٢٣ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٨.
(٥) الدرّ ١ : ٢١ ؛ البيهقي ٢ : ٥٠ ، للرواية صدر بلفظ : «... وكان يقول أوّل من قرأ بسم الله الرحمان الرحيم سرّا بالمدينة عمرو بن سعيد ...».
(٦) الدرّ ١ : ٢٩ ؛ الكبير ١ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ / ٧٣٩ ، فصل ممّا أسند أنس بن مالك ؛ مجمع الزوائد ٢ : ١٠٨ ، كتاب الصلاة ، باب في بسم الله الرحمان الرحيم.