يعرف شناعة هذا الأمر ، لكثرة غباوته.
النوع التاسع ، من كان يحدّث عن شيوخ لم يرهم ولكنّه أخذ من كتبهم وصحائفهم من غير سماع.
النوع العاشر ، من كان يقلّب الأسانيد ويجعل الإسناد من شخص إلى شخص آخر تدليسا.
الحادي عشر ، من كان ينسب إلى شيخ ـ رآه وسمعه ـ حديثا لم يسمع منه ، وإنما سمع من آخر ينسبه إلى شيخه ذاك ، فهذا أخذه من ذلك ونسبه إلى شيخه سماعا منه.
الثاني عشر ، من كان يحدّث عن كتب غيره بعد أن ضاعت كتبه. فيرى أنّه يحدّث عن كتب نفسه.
الثالث عشر ، من كثر خطاؤه وفحش وكاد أن يقلب الصواب ، فاستحقّ الترك من أجله ، وإن كان ثقة صالحا في ظاهر حاله. لأنّ العدل إذا غلبت عليه أمارات الجرح استحقّ الترك.
الرابع عشر ، من امتحن بولد سوء أو كاتب سوء. يضع له الحديث وقد أمن الشيخ ناصيته. فيقرأ عليه ويقول له : هذا من حديثك ، فيحدّث به اغترارا. فالشيخ في نفسه ثقة ، إلّا أنّه متّهم بالخلط والتزوير من ناحية ذويه.
كان عبد الله بن ربيعة القدامي (١) بالمصّيصة (٢) ، كان له ابن سوء يدخل عليه الحديث عن مالك.
وكان لسفيان بن وكيع بن الجرّاح (٣) ورّاق (كاتب) يقال له : قرطمة أو قرطمة ، يدخل عليه
__________________
(١) هو : عبد الله بن محمّد بن ربيعة بن قدامة القدامي المصّيصى. قال ابن حجر : أحد الضعفاء ، أتى عن مالك بمصائب. منها : عن جعفر بن محمّد عن آبائه قال : توفّيت فاطمة عليهاالسلام ليلا ، فجاء أبو بكر وعمر وجماعة كثيرة ، فقال أبو بكر لعليّ : تقدّم فصّل ، قال : لا والله ، لا تقدّمت وأنت خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتقدّم أبو بكر وكبّر أربعا.
قال ابن عديّ : عامّة أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن حبّان : كان يقلّب الأخبار ، لعله قلب على مالك أكثر من مائة وخمسين حديثا. وروى عن إبراهيم بن سعد نسخة أكثرها مقلوب. قال الحاكم والنقّاش : روى عن مالك أحاديث موضوعة. قال الخليلي : أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن مالك. وقال أبو نعيم الإصبهاني : روى مناكير. (لسان الميزان ٣ : ٣٣٤ / ١٣٨٢).
(٢) المصّيصة : مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكيّة وبلاد الروم تقارب طرسوس. (معجم البلدان ٥ : ١٤٤).
(٣) هو : سفيان بن وكيع بن الجرّاح الرواسي أبو محمّد الكوفي. قال البخاري : يتكلّمون فيه لأشياء لقّنوه. وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : لا يشتغل به. قال : كان أبوه رجلا صالحا. وأمّا سفيان هذا فيتّهم بالكذب. قال : سمعت أبي يقول : كلّمني فيه مشايخ من أهل الكوفة ، فأتيته مع جماعة من أهل الحديث ، فقلت له : إنّ حقّك واجب علينا ، لو صنت نفسك واقتصرت على كتب أبيك ،