انه الإمام الذي يوثقه أئمة المسلمين جميعاً ، ويستوي في ذلك من أهل السُنّة ، أئمة الرأي فهم تلاميذه ، وأئمة الحديث فهو في القمّة منهم ، وروايته للحديث يوثّقها واضع الاساس العلمي لقبول الحديث «الشافعي» ، وعلماء الجرح والتعديل كيحيى بن معين وابي حاتم والذهبي وابن حنبل والآخرين (١).
وإذا لاحظنا توثيق الشافعي ومالك وأبي حنيفة ويحيى بن معين وأبي حاتم والذهبي للإمام الصادق ـ وهم واضعو شروط المحدثين وقواعد قبول الرواية وصحة سند ـ فمن الحق التقرير بأن حسبنا أن نقتصر على التفتيش عن رواة السُنّة عن الإمام الصادق (٢).
والشافعي ويحيى بن معين متفقان على توثيقه (أي الصادق) ، وهو شيخ مالك. وليس بعد هؤلاء أدلّة على جواز طريقة الإمام جعفر مع علمه الضخم في كل باب (٣).
وعن قول الزهري : «ما رأيت أفقه من زين العابدين» ، يعلّق عبد الحليم الجندي ، قائلاً : وهذه الشهادة بالفقه من شيخ مالك بن أنس تعلن رأي جيل التابعين ، بل ان الزهري يعلن مكانة زين العابدين بين كل الاحياء بقوله : (ما رأيت قرشياً افضل منه).
والشافعي الذي يقول في ابن شهاب الزهري : (لولا الزهري لذهبت السُنن من المدينة) يضع زين العابدين في أعلى مكان ، فيعدّه أعلم أهل المدينة (٤).
ويبوح الاستاذ الجندي بحقيقة ينأى غيره عن البوح بها ، وهي انه : «لا مرية كان
__________________
(١) المصدر السابق : ١٨٧.
(٢) الامام جعفر الصادق : ٢٠٣.
(٣) أحمد بن حنبل إمام أهل السُنّة ـ عبد الحليم الجندي : ٢٦١ ـ الطبعة الاولى ـ طبعة المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ـ القاهرة.
(٤) الامام جعفر الصادق : ١٣٨.