مقوّمات الولاية على الناس
أما الدليل الآخر على إستمداد علي لولايته من ولاية رسول الله ، يعني أن ولايته على الناس مستمدة من ولاية الرسول صلىاللهعليهوآله :
١ ـ ان النبي محمداً صلىاللهعليهوآله لم يعيّن أحداً أميراً على عليّ في كل مراحل الدعوة الإسلامية ، سواء في مكة المكرّمة أو المدينة المنورة ، وسواء في الحرب أو في السلم ، لأنه لا يحق لأحد من الصحابة أن يكون أميراً على عليّ وولياً عليه ، بل يكون الصحابة وكل المسلمين ، مأمورين له دائماً.
٢ ـ لم يوجّه الرسول صلىاللهعليهوآله نقداً ولو صغيراً لعلي طيلة حياته ، ولم يعنّفه ولم يطعن فيه ، وكذلك لم يسمح لأي أحد مهما كانت منزلته في الصحبة ، أن يوجّه أو يتفوّه بكلمة واحدة تنال من عليّ أو تنقصه ، وإذا سمع صلىاللهعليهوآله من أحدهم أنه تكلّم ضد علي أو طعن فيه أو خالفه مجرّد مخالفة ، فإنه يغضب كثيراً ويسخط عليه ، ويدعوه للاعتذار منه ، وأن لا يكرّر ذلك أبداً ، لكننا لم نقرأ التأريخ أن أوصى رسول الله علياً بعدم نقد الآخرين أو مخالفتهم والانتقاص منهم ، بينما طالما سمع النبي صلىاللهعليهوآله صحابة يتكلم بعضهم في بعض أو يتلاعنون فيما بينهم ، فلم يُعر لذلك أدنى أهمية.
٣ ـ كل ذلك يدل على ولاية عليّ على الناس في العهد النبوي ، وهو أمر مفروغ منه ، لأنه نفس الرسول ، لا يختلف عنه في شيء ، وهو باب علمه الواسع العميق ، فكل