والصحابي البراء بن عازب (١) ، وحديث الولاية نقله الكثير من علماء الجمهور الكبار (٢).
خشية رسول الله من ردود الافعال
وهكذا بعد التتبع والتحقيق ، توصلنا إلى أن حادثة الغدير ، لا يرقى إليها شك ، وكان الهدف منها تعيين عليّ بن ابي طالب خليفة لرسول الله ، وحاكماً على الأمّة ، وليس تأكيد الرسول وجوب نصرته من قبل المسلمين كما يدعي البعض ، وذلك لأن كل المؤشرات والمجريات التي رافقت الواقعة منذ بدايتها وحتى نهايتها تدل على ذلك : حجة الوداع ، قرار رسول الله بالتوقف عند منطقة غدير خم التي تمثّل مفترق القوافل العائدة من الحج ، لكي تتفرّق من هناك ، أمره بالأذان والصلاة جماعة ، تنبيه الحاضرين بقرب وفاته ، كما هو نهج الأنبياء ، تذكيره بأهل بيته وضرورة اتّباعهم ، تأكيده على انه مولى المسلمين والأحق بنفوسهم ، وان ولاية علي كولايته على الأمّة بعد أن رفع علياً ليراه كل الحضور ، دعوة الناس إلى إقامة مجلس تهنئة لكي يقوم الحجّاج العائدون بتهنئة عليّ على الولاية ، اعتبار رسول الله ذلك اليوم من أكبر الاعياد ، وأن الصيام فيه يعدل صيام ٦٠ شهراً (٣).
وكان الرسول قد تردّد في الافصاح عن الولاية لعلي في واقعة الغدير ، خشية من
__________________
(١) مسند احمد ٥ : ٣٤٧ و٤ : ٢٨١.
(٢) سنن ابن ماجة ١ : ٤٥ ؛ سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ ؛ السنن الكبرى ـ النسائي ٥ : ١٣٠ ـ ١٣١ ؛ مسند احمد ٤ : ٢٨١.
(٣) تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ٨ : ٢٨٤.