نقد نظرية عدالة الصحابة
صحابة أم غير صحابة؟
لمّا كان السُنّة يقدّسون الصحابة ويثبتون عدالتهم ـ جميعاً ـ وعدم كذبهم على الرسول ، وان على المسلمين أن يأخذوا السُنّة النبوية عنهم لأنهم النَقَلة الامناء لها ، بل وتُعتبر آراؤهم الفقهية حجّة على الأمّة ، وان أقوالهم وسُنّتهم واجتهاداتهم مفروضة على ابناء المسلمين ، في حال عدم وجود النص النبوي. لكن لم يعيّن الجمهور السُنّي ، عدد الصحابة حتى تنطبق عليهم ، القاعدة المذكورة ، خاصة وان الصحابة ، كانوا حَمَلة الدين بعد الرسول صلىاللهعليهوآله وورثته ، فكيف لا نعرف صفاتهم وعددهم؟ وحتى كتّاب حياة وسيرة الصحابة ، لا يحدّدون عددهم؟ ويشكّكون في البعض ، هل هم من الصحابة أم لا؟ لكي يأخذ عنهم المسلمون ، سُنّة النبي أو آراءهم الفقهية ... ثم هل يحث أن نتجاهل الكثيرين لأننا لا نعرف لهم صحبة للرسول ، في وقت ربما كانوا صحابة؟ وهل يحق لنا أن نعدّ ـ حسب النظرية السُنّية ـ بعضاً من المسلمين الذين لم يصحبوا الرسول سوى لحظات أو دقائق أو رأوا الرسول من بعيد أو رآهم الرسول ، لندّعي بأنه يجب أن تنطبق عليهم شروط الصحبة التي أبرزها ، العدالة والفقاهة والمكانة المُشرّفة.
وهكذا ... فكيف يا تُرى نثبت «قداسة» و«مكانة» لشريحة لا نعرف عددها ولا الضوابط التي تحدّد إطارها الذي يستوعب هذه الشريحة ، وخاصة وان أهل السُنّة والجماعة يضفون عليها صفات مقدّسة ويحيطونها بهالة نورانية بحيث يربطون رضاها برضى الله ورسوله ، وغضبها بغضبهما ، وإن الذي يلعنها ويسبّها فكأنما يلعن ويسب الله تعالى ورسوله الكريم.