ففقهاء الشيعة ومؤلفو آيات الأحكام ، يحتجون بالقرآن ، وصيانته من التحريف ، وكذلك علماء الكلام ، وان العلماء يستدلون على الامامة والخلافة بآيات من القرآن الكريم».
وأخيراً يوضّح العالم الشيعي نورالله التستري نقلاً عن القاضي الشهيد المتوفي ١٠١٩ هـ : «ما نُسب الى الشيعة الامامية من القول بوقوع التغيير في القرآن ، ليس مما قال به جمهور الامامية ، إنما قال به شرذمة قليلة منهم ، لا اعتداء بهم فيما بينهم» (١).
من هم الشيعة؟
مَنْ هم الشيعة ، أو (الرافضة) كما يسمّيهم البعض من أهل السُنّة والجماعة؟ هل هم فئة طارئة منشقة عن الدين ، أو متمرّدة أو خارجة على تعاليمه؟ وهل هم أهل بدعة وضلالة؟ أم هم أصل الدين وأساس الملّة دون الآخرين من فئات الأمّة؟
أول ما يلفت إنتباهنا ان رسول الله هو أول من ذكر كلمة (شيعة) وخصّ بها ، أتباع علي ومناصريه ، اذ قال ان الآية الكريمة : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٢) نزلت في آل البيت وشيعته (٣) ، وفي رواية أخرى قال صلىاللهعليهوآله : ان علياً وشيعته هم خير البرية ، و«ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» (٤).
__________________
(١) الفصول المهمة في تليف الامة : ١٧٧ ؛ انظر : تفسير شبر : ١٧.
(٢) البينة ٧.
(٣) شواهد التنزيل ـ الحاكم الحسكاني ٢ : ٤٥٩ الحديث ١١٢٥ ؛ الدر المنثور ٦ : ٣٧٩ ؛ تفسير الآلوسي ٣٠ : ٢٠٧ ؛ نظم درر السمطين : ٩٢.
(٤) شواهد التنزيل ـ الحاكم الحسكاني ٢ : ٤٦٧ الحديث ١١٣٩ ؛ الدر المنثور ٦ : ٣٧٩ ؛ فتح القدير ٥ : ٤٧٧ ؛ تأريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٣٣.