قضية التشبيه في الوجدان السُنّي
لو تمعنّا قليلاً في الموقف السُنّي من فكرة التشبيه والتجسيم ، لاستنتجنا بأن اهل السُنّة والجماعة ـ باستثناء الحنابلة وأصحاب الحديث ومنهم إبن تيمية ـ يدّعون أنهم من أهل التنزيه ، وليسوا مشبّهة ولا مجسّمة من الذين يشبّهون الخالق بالمخلوق.
فهم يقرّون بأن الصفات التي يذكرها القرآن لله تعالى هي بلا كيف ، أي انها لا تشبه أعضاء الانسان ، ولا نعلم كنهها ولا شكلها لان الله ليس كمثله شيء ، وانما نؤمن بها كما يطرحها القرآن الكريم ، أما الله سبحانه وتعالى فلا يُرى في الحياة الدنيا ، كما يزعم المشبّهة ، وانما يشاهده أهل الجنة في الآخرة.
ولنا ملاحظات عديدة حول الرؤية السُنّية لله تعالى :
١. إن الخطوة الاشعرية لتعديل المفهوم السُنّي عن الخالق عزّ وجل ، الى درجة إقرار أهل السُنّة والجماعة أنفسهم بأنهم قد نقّحوا أفكارهم من التشبيه واصبحوا من أهل التنزيه ، ما هي إلا خطوة غير موفّقة ، وان المشكلة بقيت تراوح في مكانها ، والتشبيه ظل متأصلاً في المفهوم السُنّي عن الله تعالى ، وإلا لو كان الله من المُحال ان يُرى في الحياة الدنيا ، فكيف سيُرى من قبل المؤمنين في الآخرة؟ والله هو الله!! والانسان هو الإنسان!! ولو كان لله اعضاء وجوارح من يدين ورجلين وكفين وأصابع ووجه وعينين ، وما إلى ذلك إلا إنها ليست كصفات الانسان ، وانما لها كنه لا تدركه أفهامنا وعقولنا؟ اي انها صفات حقيقية وليست مجازية.