ثمن الاختلاف والفرقة
كل ما حذّر منه القرآن الكريم والرسول الاكرم «صلوات الله عليه» من نتائج وخيمة في حال اختلاف الأمّة وتوزّعها والى فرق وطوائف متناحرة ، قد حدث بالفعل ، حيث تمزّقت الأمّة تمزقاً مريعاً ، والسبب كان واضحاً ولا يحتاج الى مزيد من التوضيح أو البيان ، اذ يكمن في عدم التمسّك والاعتصام بأهل البيت واتخاذهم خلفاء وأئمة من بعد الرسول «سلام الله عليه» ، كي يأمنوا من الاختلاف والتفرّق ، سوى قلّة من أتباعهم وأشياعهم ومناصريهم.
ألم يقل رسول الله «صلوات الله عليه» : ان لهذه الأمّة فرقة وجماعة ، فجامعوها إذا إجمتعت ، فاذا افترقت فارقبوا أهل البيت نبيكم ، فان سالموا سالموا ، وان حاربوا فحاربوا ، فانهم مع الحق والحق معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه؟.
فلِمَ لم تنفّذ الأمّة وصايا نبيها الكريم «صلوات الله عليه» بخصوص أهل بيته وضرورة الالتزام بأوامرهم في الحرب والسلم ، وفي كل الامور والمجريات ، لكي تنجو من الانقسامات والاختلافات المريرة ، كما حصل بعد رحيله «صلوات الله عليه» الى بارئه الأعلى؟
كما لم تعتصم الأمّة ـ جميعها ـ بحبل الله لكي لا يؤول مصيرها الى التفرّق والتمذهب والانقسامات الحادّة ، فقد أخرج الامام الثعلبي في معنى الآية الكريمة : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (١) ، عن امام الشيعة الصادق قوله : «نحن
__________________
(١) آل عمران ١٠٣.