طعون على البخاري
من خلال تتبّع المصادر والكتابات التي تناولت صحيح البخاري ، اكتشفنا ان هناك عدداً كبيراً من العلماء والفقهاء والمؤرخين قد طعنوا في هذا الصحيح ، وانتقدوا بعض أحاديثه ورواته وأسانيده.
منهم الإسماعيلي الذي بعد أن أورد الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة بان إبراهيم يلقى أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزرقترة. قال بأن هذا الخبر في صحته نظر (١).
وقال أحد علماء أهل السُنّة والجماعة بأن سند ابن ماجة خماسي ، وسند البخاري سداسي ، فحصل له تفوّق (أي ابن ماجة) بهذا الاعتبار أيضاً (٢).
وفي «السنن» من الأحاديث الصحيحة التي هي أصحّ من أحاديث صحيح البخاري صحة (٣).
يقول الحازمي تحت عنوان : «باب في إبطال قول من زعم ان شرط البخاري ، إخراج الحديث عن عدلين وهلم جرّا ، إلى أن يتصل الخبر بالنبي صلىاللهعليهوآله» : ان هذا الحكم من لم يمعن الغوص في خبايا الصحيح ، ولو استقرأ الكتاب حق الاستقراء لوجد جملة من الكتاب ناقضة عليه دعواه ، فإبن حبان ، قال : وأما الأخبار فإنها كلها أخبار الآحاد ، لأنه ليس يوجد عن النبي خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين ، وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله ، فلما استحال هذا وبطل ،
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ١١٠.
(٢) مجلة الفاروق ـ العدد ٧٩ ـ السنة ٢٠ ـ الامام ابن ماجة ـ باكستان.
(٣) المصدر السابق.