٢ ـ أولى بالخلافة من حكّام عصرهم من امثال المنصور والرشيد.
٣ ـ علماء وفقهاء كبار وذوو شأن عظيم ، لهم علم وبيان ووقع في النفوس.
٤ ـ سادة قومهم ، وأهل عصرهم ، وأئمة أهل دهرهم ، أقوالهم سديدة ، وأفعالهم حميدة ، بل لا يرى أصحاب المذاهب أفقه ولا أعلم في الناس منهم.
٥ ـ مأمومون ، ثقا ، عبّاد ، أتقياء.
ويعلّق أحد المفكرين المعاصرين ، على هذه المواقف المنصفة ، والآراء الحاذقة ، الصادرة عن معاصري أئمة أهل البيت ، خاصة في حق الامام السادس (جعفر الصادق) ، إذ يشهد بامامته للفقهاء بلا إستثناء (١) ، وان أبا حنيفة إنقطع إلى مجالس الامام طوال عامين قضاها بالمدينة ، وفيهما يقول : (لولا العامان لهلك النعمان) ، وكان لا يخاطب صاحب المجلس إلا بقوله : «جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله».
والصادق عليم بالاختلاف بين آراء الفقهاء ، أي بعلم المدينة وعلم الشام وعلم الكوفة ، وهو يروي عشرات الآلاف من الأحاديث (٢).
ولما استفتي أبو حنيفة في رجل أوصى «للامام» ، باطلاق الوصف ، قال : انها لجعفر بن محمد. فهذا اعلان لتفرّده بالامامة في عصره.
ان التلمذة للإمام الصادق قد سربلت بالمجد فقه المذاهب الاربعة لأهل المدينة.
أما الإمام الصادق فجده لا يقبل الزيادة ولا النقصان. فالإمام مبلّغ للناس كافة ، علم جدّه عليهالسلام. والإمامة مرتبته ، وتلمذة أئمة السُنّة له ، تشرّف منهم لمُقاربة صاحب المرتبة (٣).
__________________
(١) الامام جعفر الصادق : ٥.
(٢) المصدر السابق : ١٦٢.
(٣) المصدر السابق : ١٦٣.