بينما يؤكد ابن كثير ، قائلاً : ابو جعفر الباقر ، تابعي جليل كبير القدر ، احد اعلام هذه الأمّة علماً وعملاً ، وسيادة وشرفاً ، وسمي الباقر لبقره العلوم ، واستنباطه الحكم ، كان ذاكراً خاشعاً صابراً ، وكان من سلالة النبوة (١)؟
وفي هذا المقام ، يشدّد محمد بن طلحة الشافعي ، بأن : محمد بن علي الباقر ، هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ، ورافعه ، ومتفوق درّه وراضعه ، ومنمّق درره وراصعه ، صفا قلبه وزكا عمله (٢).
على ان محمد بن المنكدر ـ شيخ مالك بن انس ـ يقول في الامام الباقر : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً يقاربه في الفضل حتى رأيت ابنه محمد الباقر (٣).
بُيد ان الحسن البصري أكثر صراحة ، حيث يقول : ذلك الذي يشبه كلامه كلام الانبياء (٤).
الامام الصادق عليهالسلام
يصف الامام أبو حنيفة النعمان ، إمام الشيعة جعفر الصادق ، قائلاً : «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور ، بعث الي ، فقال : يا أبا حنيفة ان الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد ، فهيء له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة ، فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه ، فلما
__________________
(١) البداية والنهاية ـ ابن كثير ٩ : ٣٣٨.
(٢) مطالب السؤول ـ ابن طلحة الشافعي : ٤٢٥.
(٣) الامام جعفر الصادق : ١٤٠.
(٤) الامام جعفر الصادق : ١٤١.