عظيم القدر ، رأساً لجسد الرئاسة ، مؤهلاً للايالة والسياسة. ويفصح محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) عن موقفه من إمام الشيعة عليّ بن الحسين بقوله : هذا زين العابدين وسيد المتقين وإمام المؤمنين .. وله من الخوارق والكرامات ما شوهدت بالأعين الباصرة ، وثبتت بالآثار المتواترة ، انه من ملوك الآخرة ويؤكد الشافعي صاحب المذهب المشهور : ان الامام عليّ بن الحسين أفقه أهل المدينة (١) ، ويقر العالم السُنّي ابن حجر الهيثمي بأن زين العابدين هو الذي خلف اباه علماً زهداً وعبادة (٢).
محمد بن سعد ، صاحب الطبقات : كان زين العابدين ثقة مأموناً كثير الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. ولم يكن من أهل البيت مثله (٣).
الامام الباقر عليهالسلام
سأل سائل عبد الله بن عمر في مسجد الرسول ، فأشار إلى حيث يجلس الباقر ، وقال : «اذهب إلى هذا الغلام وسله واعلمني عما يجيبك» فلما عاد إليه بالجواب ، قال : (إنهم أهل بيت مُفهمون) (٤).
أما ابن العماد الحنبلي ، فيقول : محمد الباقر كان من فقهاء المدينة ، وقيل له الباقر لأنه بقر العلم ، اي شقّه ، وعرف اصله ، وتوسع فيه (٥).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن ابي الحديد المعتزلي ١٥ : ٢٧٤.
(٢) الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيثمي : ٢٠٠.
(٣) الامام جعفر الصادق ـ عبد الحليم الجندي : ١٣٨ ـ المجلس الاعلى للشئون الاسلامية ـ القاهرة ـ ١٩٧٧ م.
(٤) الامام جعفر الصادق : ١٤٠.
(٥) شذرات الذهب ـ ابن العماد الحنبلي ١ : ١٤٩.