الامام السجاد عليهالسلام
وينقل الفقيه السُنّي الكبير (سفيان بن عيينة) عن الزهري قوله : ما رأيت هاشمياً أفضل من عليّ بن الحسين (السجاد) (١) ، فيما قال مالك بن أنس : لم يك في أهل البيت مثل عليّ بن الحسين (٢) ، ومثل ذلك قال أبو زرعة : ما رأيت أحداً كان أفقه منه (٣). أما التابعي والفقيه الكبير سعيد بن المسيب ، فيقول : ما رأيت أورع من (السجاد) (٤).
ويصفه ابن عساكر الشافعي ، قائلاً : كان عليّ بن الحسين ، ثقة مأموناً ، كثير الحديث ، عالياً رفيعاً ورعاً (٥) ، فيما ينعته ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ، بالقول : وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة ، وقال ابن حجر العسقلاني فيه : علي بن الحسين فقيه فاضل مشهور (٦). وللذهبي قول سامٍ في السجاد ، اذ يصفه : كانت له جلالة عجيب وحق له ولله ذلك ، فقد كان أهلاً للامامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله (٧) ، وقال النووي في كتاب (تهذيب الاسماء واللغات) حول السجاد : وأجمعوا على جلالته في كل شيء ويصرّح المناوي في (الكواكب الدرية) ، قائلاً : زين العابدين إمام سَند اشتهرت أياديه ومكارمه ، كان
__________________
(١) مطالب السؤول ـ ابن طلحة الشافعي : ٤٤٧.
(٢) تهذيب الكمال ـ المزي ٢٠ : ٣٨٧ ؛ البداية والنهاية ـ ابن كثير ٩ ـ ١٢٢.
(٣) تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٤١ : ٣٧١.
(٤) تذكرة الحفاظ ـ الذهبي ١ : ٧٥ ؛ تهذيب التهذيب ـ ابن حجر ٧ : ٢٦٩ ؛ البداية والنهاية ـ ابن كثير ٩ : ١٣٤.
(٥) الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ٥ : ٢٢٢ ؛ تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٤١ : ٣٦٢.
(٦) تقريب التهذيب ـ ابن حجر ١ : ٦٩١.
(٧) سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ٤ : ٣٩٨.