الذين أمر رسول الله أمّته بموالاتهم وإتّباعهم وطاعتهم وعدم معصيتهم ، أو التقدّم أو التأخّر عنهم.
أما الفِرَق والمذاهب الشيعية الأخرى التي تدّعي الانضواء تحت لواء أهل البيت النبوي ، والتي تؤمن ببعض أئمة العترة الطاهرة دون البعض الآخر ، فإنها لم تلبِّ وصية النبي محمد صلىاللهعليهوآله في أهل بيته حق التلبية ، وانما تتراوح بين الاقتراب من تعاليم اهل البيت والابتعاد عنها بصورة متفاوتة ، كالمذهب الزيدي أو الاسماعيلي ، وهناك مذاهب منحرفة مُغالية قد تبرأ منها أئمة أهل البيت ، لأنها تضم مفاهيم وأفكاراً ضالة لا تمت للإسلام بصلة ، وانْ حاول أعداء الشيعة ، احتسابها منهم ، كيداً لهم وتشويهاً لعقائد أهل البيت التي هي امتداد للإسلام المحمدي الأصيل كما يقول الشيعة.
إستنتاج مهم
وإليكم ما إستنتجناه ، بعد التمعّن في الظروف التي أسست للكيان السُنّي على مدّ التأريخ ، منذ وفاة رسول الله ، وحتى نشوء وقيام المذاهب المختلفة.
١ ـ أول ما لفت نظرنا عند البدء بالتفكير في قضية الاسلام وما آل إليه المسلمون من تمزّق وتشتت في مختلف المجالات ، سواء كانت العقائدية أو الفقهية أو الفكرية أو حتى الاجتماعية ، هل أن الإسلام كان قاصراً أم ان المسلمين أنفسهم لم يستوعبوا هذا الدين بصورة تامة لأسباب كامنة في عقولهم ونفوسهم؟ والحقيقة ان الجواب واضح وبديهي ، لأننا لو تصوّرنا ان الإسلام قاصر ، فيعني ذلك الطعن في القدرة الالهية وعلم الله تعالى والعياذ بالله ، في حين يقول عزّ وجل : قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّـهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١).
__________________
(١) الحجرات ١٦.