٨ ـ من نتائج عزوف الأمّة أو معظمها ، عن الولاء لاهل البيت ، انحسار الفتح الاسلامي وانكفاء المسلمين ، ولم يبلغ الإسلام إلا أجزاء من آسيا وافريقيا واوروبا ، في حين كان ينبغي أن يصل الإسلام إلى أرجاء المعمورة كافة ، تطبيقاً لقوله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (١).
٩ ـ السنّة النبوية حين كانت مُودَعة في الأئمة الاثني عشر ، الخلفاء لرسول الله من أهل البيت ، وهي تضمّ ثروة فقهية وفكرية وعقائدية هائلة ، امتدت إلى نحو أربعة قرون ، ولذلك لم يحتج فقهاء الشيعة من المتمسكين بمنهج أهل البيت ، إلى قواعد دخيلة مثل الاستحسان والمصالح المرسلة وعمل أهل المدينة وشرع ما قبلنا ... إلى آخره ، ولا الاعتماد على الرأي والقياس وأقوال الصحابة وآرائهم وفتاواهم ، وهو ما كان يتخذه أصحاب المذاهب السُنّية لسدّ النقص الحاصل لديهم بسبب قلة الأحاديث النبوية الصحيحة في مسائل الاحكام والفقه ، ولكون السُنّة النبوية لم تدوَّن إلا في أواسط القرن الثاني الهجري ، ونتج عن ذلك ، إقرار أصحاب المذاهب السُنّية بجهلهم في الكثير من لأحكام الشرعية ، وتضارب أقوالهم في هذا المضمار ، وان أقوالهم مجرّد اجتهادات ظنية قابلة للخطأ ، فيما كان أئمة أهل البيت يتحدثون بثقة تامة ، واقوالهم كأقوال رسول الله ، حُجة مطلقة ، لا يتسلل إليها الظن أو الشك أو التردد ، ولا الإقرار بالعجز كما هو ديدن أصحاب المدارس السُنّية.
١٠ ـ وأخيراً ، يعتقد أصحاب المدرسة الشيعية ، بأن المقصود من المذهب الشيعي ـ بشكل عام ـ هو المذهب الجعفري ، نسبة إلى إمامهم السادس جعفر الصادق ، وهذا المذهب المعمول به حالياً في عالم التشيع لاهل البيت ، وهو يتّبع الأئمة الاثني عشر
__________________
(١) سبأ ٢٨.