الضوابط التي اتبعها أهل السُنّة في تحديد الخلفاء الراشدين دون غيرهم من الخلفاء الذين هم غير راشدين بالطبع؟
ليس هناك ضوابط أو قواعد وانما انتخبوا الخلفاء الثلاث الاوائل كخلفاء راشدين دون عليّ الذي عُدَّ خليفة غير راشد حتى مجيء أحمد بن حنبل ، ثم ألحق الجمهور ، الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز بالخلفاء الراشدين ، فهل يُعقل يا تُرى أن يأمر رسول الله ، المسلمين باتّباع سُنّة خلفاء لا يحدّد عددهم ولا صفاتهم ولا أسماءهم؟ ليأتي المسلمون فينتقون خلفاءهم حسب أذواقهم ، ويعدُّون سُنّتهم كسُنّة النبي صلىاللهعليهوآله؟
٤ ـ من حقّ أي مسلم أن يسأل سؤالاً منطقياً : هل سُنّة الخلفاء الراشدين مطابقة للسُنّة النبوية أم مكمّلة لها؟ فاذا كانت مطابقة لها ، فهي إذاً كالسُنّة النبوية ومقتبسة منها ، يجسّدها هؤلاء ولا يمكن فصلها عن تلك السُنّة ، ليكونا سُنّتين ، لأن السُنّة هي الطريقة ، وان الرسول وخلفاءه يسيرون على وفق سُنّة أو طريقة واحدة ، لتكون العبارة النبوية هي كالتالي : عليكم بسُنّتي التي يسير عليها الخلفاء الراشدون ، لتكون العبارة صحيحة ومناسبة. أما الحديث المنقول فيشير إلى سُنّتين أو طريقتين لا طريقة واحدة!.
وإذا افترضنا الاحتمال الثاني ، وهو ان سُنّة الخلفاء الراشدين مكمّلة للسُنّة النبوية أو مغايرة لها ، وهنا يقتضي أن تكون السُنّة النبوية ناقصة وقاصرة عن تبيان القرآن الكريم وإيضاح الشريعة الإسلامية ، وإنها بحاجة إلى سُنّة أخرى مكمّلة تتولى مهمة التبليغ ، وهذا في الحقيقة من المحال ، لأن السُنّة النبوية كاملة تامة لم ينقصها شيء ، وقد أكمل الله الدين عند نزول الآية الكريمة في واقعة الغدير : (الْيوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (١) ، فالدين الإسلامي كامل ، وما فرّط الله في كتابه من شيء ، والسُنّة
__________________
(١) المائدة ٣.