عمر ، الخليفة عثمان ، وكان التعيين ـ بالضبط ـ من قبل عبد ال رحمن بن عوف ، أما الخليفة الراشد الرابع (أي علي) فقد انتخبه وبايعه سائر الصحابة والمسلمين ، ولم يكن رسول الله قد اختاره خليفة حسب النظرية السُنّية. والحال هذه كيف تكون سُنّة هؤلاء الخلفاء الراشدين نظير سُنّة الرسول ، وينبغي على المسلمين اتّباعها؟ فيما لم يكن صلىاللهعليهوآله قد حدّدهم بالاسماء ، فكيف علِمَ عمر ان المقصود بالخليف الراشد الأول هو أبو بكر لا غيره؟ ولماذا لم يقل في السقيفة ان النبي صلىاللهعليهوآله قد اشار إلى ان أبا بكر من الخلفاء الراشدين ، ولا أبو بكر نفسه حين عيّن الخليفة عمر راشداً ثانياً ، بل لو كان رسول الله قد أشار إلى ان الخليفة الراشد الثالث هو عثمان بن عفان ، لما عيّن عمر اللجنة السداسية للشورى واختيار الخليفة الثالث من بينهم؟ كما ان الذين بايعوا علياً خليفة رابعاً للمسلمين ، لم يقل ولا واحد من هؤلاء المبايعين ، وهم من الصحابة الكبار الى مناقب وفضائل علي التي ذكرها الرسول ، والكثير منهم شدّد على عدالة علي وأمانته السامية ، ولم يلمّح أحد منهم إلى انّ علياً هو الخليفة الراشد الرابع.
٢ ـ ان أهل السُنّة والجماعة أنفسهم ، لو يكونوا على علم بعدد ما يسمونهم الخلفاء الراشدين ، فهم إلى أواسط القرن الثالث الهجري ، كانوا يحدّدون عدد الخلفاء الراشدين بثلاثة ، وهم الخلفاء الأول والثاني والثالث ، ولم يلحقوا علياً بالخلفاء الراشدين إلا بقرار من أحمد بن حنبل ، إذ أضاف علياً إلى قائمة الخلفاء الراشدين وذلك بعد انتشار حركة العداء والنصْب ضد أهل البيت في بلاد الشام والعراق في العهد العباسي وقد اعترض العديد من أهل السُنّة على هذا القرار ، لأنهم لم يكونوا يعدّون علياً من الخلفاء الراشدين ، وهناك من الجمهور السُنّي من يضيف الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز إلى قائمة الخلافة الراشدة ، ويعدّونه خليفة راشداً خامساً ، فما هي