نقد لاذع بحق أبي حنيفة
روى الخطيب البغدادي كثيراً من النقد اللاذع ، والجرح البليغ ، بحق أبي حنيفة ، وجمع كل ما قيل في أبي حنيفة من قدح وذمّ حتى المكفّرات ، ثم رجّحها (١).
ومما نقله الخطيب :
ـ يوسف بن اسباط : ردّ أبو حنيفة على رسول الله أربعمئة حديث أو أكثر.
ـ وكيع : وجدنا أبا حنيفة خالف مئتي حديث.
ـ حماد بن سلمة : ان أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن ، فردّها برايه.
ـ أبو حنيفة : لو أدركني النبي وأدركته لأخذ بكثير من قولي ، وهل الدين إلا الرأي الحسن.
ونقل الخطيب هذا وأمثاله عن أبي حنيفة النعمان ، بالاساليب المعتبرة ، عن كل من أبي عوانة ، وجماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، ووكيع ، والحجاج بن أرطأة ، وفيان بن عيينة وغيرهم.
أبو حنيفة بين الحديث النبوي والقياس والرأي
الطريقة التي اتبعها أبو حنيفة النعمان في استنباط الاحكام الشرعية ، هي انه يبحث في كتاب الله ، ثم في السُنّة النبوية ، ثم يأخذ بأقوال الصحابة إذا اتفقوا ، أما اذا اختلفت آراؤهم ، يأخذ بقول أحدهم.
والمهم عند أبي حنيفة هو ان الحديث النبوي اذا صحّ فهو مذهبي.
__________________
(١) المذاهب الفقهية : ٣٥ ـ ٣٦.