الشخصي (١) ، ثم بملاحظته وضع نوعيا أو شخصيا سائر الصيغ التي
______________________________________________________
(١) لا يخفى ان الوضع ينقسم عندهم الى شخصي ونوعي ، وكل مادة لا معنى لهيئتها هي موضوعة بالوضع الشخصي ، اما ما كانت هيئتها لها معنى ففيها وضعان : وضع نوعي للهيئة ، ووضع شخصي للمادة.
والحاصل : ان ظاهر القوم هو كون الهيئات موضوعة بالوضع النوعي ، والمواد وضعها شخصي ، وقد ذكر وجوه لكون الوضع في الهيئات نوعيا ، وفي المادة شخصيا ونقتصر على وجهين منها :
الاول : ان الهيئة حيث انه لا اختصاص لها بمادة من المواد فلها وحدة نوعية تعرض جميع افراد المواد فلا تلاحظ خصوص هيئة ضارب أو قاتل ، بل تلاحظ هذه الهيئة بما لها من الوحدة النوعية ، وبما هي عارضة لجميع المواد باختلافها ، بخلاف المادة فان لها ضبطا خاصا وهو : الضاد والراء والباء ـ مثلا ـ فتلاحظ هذه المادة بشخصها ، فلذلك كان وضعها شخصيا ، ووضع الهيئة نوعيا.
الثاني : ان السبب في كون الوضع في الهيئات نوعيا من جهة ان الهيئة كيفية لاحقة للمادة ولا استقلال لها حتى في اللحاظ ، بل لا بد في مقام تصورها ولحاظها من لحاظها لاحقة للمادة فينحصر الوضع لها بتصورها لاحقة ، ففي مقام الوضع لها يتصور الواضع هيئة فاعل فيقول : وضعت ما كان على وزن فاعل لمعنى كذا ، وهذا اللحاظ لحاظ عنواني للهيئة العارضة لمثل الضارب والقاتل ، وهو عنوان والهيئات الخاصة هي المعنون ، فهي اذا كالمعنى الحرفي الذي لا يعقل لحاظه بذاته وماهيته ، فيكون الوضع له بتوسط لحاظ عنوانه لا لحاظ ذاته ، بخلاف المادة فانه يمكن للواضع ان يتصور نفس ذات المادة ، فالموضوع له في المادة بنفسه متصور ولذا كان وضعه شخصيا.
وبعبارة اخرى : ان الوضع الشخصي ، هو ما كان نفس الموضوع له منظورا اليه ومتصورا بنفسه وبذاته وماهيته للواضع ، والمواد بنفسها منظور اليها ومتصورة