.................................................................................................
______________________________________________________
فاذا الجملة الخبرية مستعملة في معناها لكن لا بداعي الاخبار والاعلام عن تحقق متعلقها ، بل بداعي سبب مفروغية التحقق الذي اخبر عنه بهذه الجملة هو الطلب الذي يكون التحقق والثبوت لا ينفك عنه ، وليس هذا الّا الطلب الالزامي الذي لا يرضى المولى بتركه ، ولو كان مما يرضى بتركه لما كان التحقق والثبوت مما لا ينفك عن الطلب.
فحينئذ تكون الجملة الخبرية المقصود بها الطلب اظهر في الدلالة على الوجوب والالزام من صيغة الامر ، لأنها بنحو الكناية ، والكناية ابلغ من التصريح ، لأنها كدعوى الشيء ببيّنة فانها اخبار عن ثبوت الملزوم لثبوت لازمه ، فالداعي للاخبار عن تحقق الغسل ـ مثلا ـ وانه مفروغ عن تحققه ولا بد من ثبوته ليس هو تحققه في الخارج حقيقة ، كما في الجملة الخبرية التي لا بداعي الطلب ، بل بداعي الاعلام عن تحقق المتعلق للاخبار في الخارج ، بل الداعي لفرض التحقق والمفروغية عنه هو وجود ما يكون مقتضيا وعلة لتحققه وهو الطلب ، ومن الواضح ان الطلب الذي لا ينبغي ان ينفك المتعلق عنه هو الطلب الالزامي.
فاتضح : ان الجملة الخبرية المستعملة بداعي الطلب اظهر في الدلالة على الوجوب ، لأن الصيغة غاية دلالتها ان الطلب فيها الزامي ، ولا دلالة فيها على كون الطلب الزاميا وامرا مفروغا عنه ، بخلاف الجملة الخبرية بداعي الطلب فانها تدل على مفروغية كون الطلب الزاميا ، لأن المفروغية عن تحقق المتعلق يلازمه المفروغية عن تحقق علته وهو الطلب الالزامي ، ولذا قال : (قدسسره) : «إلّا انه» : أي الّا ان استعمالها في معناها «ليس بداعي الاعلام» كما في ساير الجمل الخبرية «بل بداعي البعث بنحو آكد» والسبب في الآكدية ما اشار اليه بقوله : «حيث انه اخبر بوقوع مطلوبه» واخباره بوقوع مطلوبه والمفروغية عن وقوعه «في مقام طلبه» فيه دلالة واضحة و «إظهار منه بانه» لا يرضى الّا بوقوع المتعلق فيكون هذا النحو من الدلالة على الطلب الالزامي اكد من دلالة الصيغة عليه.