إلا عن اختصاص النزاع المعروف بالمشتق ، كما هو قضية الجمود على ظاهر لفظه (١) ، فهذا القسم من الجوامد أيضا محل النزاع. كما يشهد به
______________________________________________________
وعرضي الشيء غير العرض |
|
ذا كالبياض ذاك مثل الأبيض (١). |
نعم ، يطلق العرضي على معنيين آخرين وهما غير مرادين للمصنف في المقام ايضا.
فان العرضي يطلق في قبال الذاتي في باب الكليات : أي الجنس ، والفصل ، والنوع ، ومن الواضح ان المراد من العرضي في هذا الاطلاق ما يقابل الجوهر. وعليه فالعرض بجميع مقولاته من العرضي بهذا المعنى ، وهذا ليس بمراد لجعله في مقابل العرض في المقام.
ويطلق العرضي ايضا على ما يقابل الذاتي في باب البرهان : وهو ما ينتزع من نفس ذات الشيء من غير توسط شيء ، كالانقسام بمتساويين للأعداد الزوجية ، والامكان للممكن. ويقابله العرضي وهو ما لا يكفي في انتزاعه نفس الذات ، بل لا بد في انتزاعه من ضم شيء الى الذات ، كالضحك والبياض فانهما لا يكفي في انتزاعهما نفس الذات ، كالامكان والانقسام بمتساويين.
وليس هذا مرادا للمصنف ايضا ، لأنه مثل للعرضي بالرقية والزوجية وجعله في قبال البياض والضحك ، بل غرضه من العرضي هو ما قلناه : وهو المقابل للاعراض جميعها : من الاعراض النسبية كالفوقية : أي مقولة الاضافة والمقولات غير النسبية الاخرى كالبياض : أي كمقولة الكيف وساير المقولات الأخر غير النسبية ، وينحصر مراده على هذا بالامر الانتزاعي الذي يكون مبدؤه من الاعتباريات ، كالزوجية والرقية وامثالهما.
(١) أي اختصاص عنوان النزاع بالمشتق الظاهر منه هو المشتق الاصطلاحي : وهو
__________________
(١) منظومة السبزواري ، قسم المنطق : ص ٢٩ حجري.