.................................................................................................
______________________________________________________
التأويل : بأن يراد من المادة ما يعبر عنه بهذا اللفظ وما يسمى بهذا اللفظ ، ولذا قال قدسسره : «والتثنية والجمع في الاعلام انما هو بتأويل المفرد الى المسمى بها».
وقد اتضح ايضا : ان ارادة الفردين من حقيقتين كالجارية والباصرة من لفظ العينين وان كان ليس من استعمال اللفظ في معناه ، لأن معنى التثنية الفردان من طبيعة واحدة ، إلا انه ليس من استعمال اللفظ في اكثر من معنى ، لأنها لم تدل على اكثر من اثنين.
نعم ، لو اريد من العينين فردان من الجارية وفردان من الباصرة لكان من استعمال اللفظ في اكثر من معنى ، لان المراد منها حينئذ اربعة لا اثنين.
وقد اتضح مما ذكرنا ايضا : انه على الاحتمال الاول لا نحتاج الى التأويل في تثنية الاعلام ، لان لفظ الزيدين ـ مثلا ـ موضوع بوضع واحد بمجموعه من مادته وهيئته للدلالة على الاثنين وليس هيئته أو الالف والنون لها وضع على حدة غير وضع مادته ، إلا انه خلاف الظاهر ، بل الوضع في التثنية متعدد ولذا لا بد من التأويل بالمسمى في تثنية الاعلام.
اذا عرفت هذه المقدمة اتضح لك : ما يظهر من كلام صاحب المعالم : من استعمال التثنية في الفردين من حقيقتين ، كما لو أريد من العينين الجارية والباصرة هو من استعمال اللفظ في اكثر من معنى ليس على ما ينبغي ، لأن التثنية لم تدل على الاكثر من الاثنين حتى يكون من استعمال اللفظ في اكثر من معنى ، وان كان ارادة الفردين من طبيعتين خلاف المتبادر من التثنية ، لما عرفت : من ان التثنية المتبادر منها هو الفردان من طبيعة واحدة ، فان الظاهر ان الوضع فيها متعدد لا واحد ، ولازم ذلك ان تكون المادة دالة على طبيعي المعنى ، والهيئة أو الالف والنون يدلان على اثنين من تلك الطبيعة.
ثم انه لو صح استعمال التثنية في اكثر من معنى : بان يراد منها اربعة لكان هذا من الاستعمال المجازي ، لأنه كما ان المفرد موضوع للمعنى بشرط ان لا يكون معه