وقوله تعالى : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ)
قيل : أراد غير قاصدات بالوضع إبداء محاسنها ، بل تضع الثياب للتخفف إذا احتاجت إلى ذلك.
وقيل : أراد تعالى غير مظهرات للزينة الخفية التي أرادها الله تعالى في قوله : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ).
إن قيل : قد فسر الظاهر في قوله تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) أن الذي يظهر : الكحل ، والخاتم ، فإذا جوز كشف الوجه والكف للشابة مع عدم الشهوة فقد صارت كالعجوز في ما اختصت القواعد.
أما لو قلنا أراد بما ظهر من الزينة الثياب فقد ظهر الفرق ، وقد جعلوا للعجوز حكما يفارق الشواب ، وذلك بحضور الجمعة والجماعة ، والسفر مع غير محرم على حسب الخلاف.
وقوله تعالى : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَ) وهذا بيان للأفضل ، وأنه خير من غيره ، ونظيره قوله تعالى : (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) [البقرة : ٢٣٧] (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ٢٨٠].
قوله تعالى
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ