وما تعلق بالمأذون فله شبه بالحر في شيء من الأحكام وهي صحة بيعه ، وشبه بالعبد وهو أنه لا يملك حقيقة.
وقد استدل بهذه الآية : على أن العبد لا يملك وإن ملّك ؛ لأنه تعالى شبهه بالأوثان وهي الحجارة ، وهي لا تملك ، ووصفه تعالى بأنه لا يقدر على شيء فلو ملك لكان قادرا ، وهذا مذهبنا وأبي حنيفة.
وقال مالك وقول للشافعي : إنه يملك إذا ملّك.
وقد احتج بهذه الآية من قال : إنه لا يملك ؛ لأن الله تعالى مثله بالحجارة ، وهي لا تملك والحجة من طريق القياس أظهر ؛ لأنه لو ملك لثبتت له أحكام الملك من لزوم الحج والنكاح.
وقد ذكر في ذلك صور :
منها : إذا مات رجل وله ابن أو غيره عبد فإنه لا يرثه. قال أبو جعفر : ذلك إجماع إلا عن طاوس.
ومنها : إذا ملّك رجل عبدا لغيره عينا فإنه لا يملكها عندنا وأبي حنيفة.
وعن مالك وأحد قولي الشافعي : يملك.
قوله تعالى
(وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) [النحل : ٨٠]
هذه : دلالة على جواز استعمال صوف الأنعام وجلودها في الحضر والسفر باستعمال الخيام والقباب ، ونحو ذلك.
ولهذا تابع وهو أن يقال : تخصيص هذا بالذكر لا يدل على تحريم ما