وقيل : دخل الكنيسة فأخذ منها تمثالا صغيرا من ذهب كانوا يعبدونه فدفنه.
وقيل : كان في المنزل عناق (١) ، أو دجاجة ، أو بيضة فأعطى ذلك ، وقيل : كان لإبراهيم عليهالسلام منطقة يتوارثها أكابر ولده ، فورثها إسحاق ثم وقعت في يد ابنته ، وكانت أكبر أولاده ، فحضنت يوسف وهي عمته بعد وفاة أمه ، وكانت لا تصبر عنه ، فلما شب أراد يعقوب انتزاعه فحزمت المنطقة تحت ثياب يوسف ، ثم قالت : فقدت منطقة إسحاق فوجدت مع يوسف فطلبت أخذه فخلاه يعقوب عندها حتى ماتت.
وقيل : كان ذلك كذبا.
وفي ذكر هذه النكتة بيان براءة يوسف صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قوله تعالى
(قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ) [يوسف : ٧٨ ، ٧٩]
الفقه من هذه الجملة : أن للكبير حقا يتوسل به ؛ لذلك توسلوا بكبر يعقوب ، وقد ورد في صلاة الاستسقاء أنه ينبغي أن يخرج بالشيوخ وأنه لا يؤخذ أحد بجرم غيره إلا ما ورد في العقل فإنه مخصوص بحديث الغرّة وحديث القسامة.
__________________
(١) عتاق الطير هي الجوارح منها. والعناق الأنثى من ولد المعز جمعه عنوق تمت من العين بتصرف.