في الخندق مقتولا ، فطلب المشركين جيفته بعشرة آلاف درهم ، فامتنع صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمر بردها إليهم ، ولهذه المسألة نظائر ومسائل تدل على المنع ، ومسائل تدل على الجواز وقد ذكرت في غير هذا الموضع.
المعنى. (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) أي : أحبسها. قال ذؤيب :
فصبرت عارفة لذلك حرة |
|
ترسو إذا نفس الجبان تطلع |
أراد وصف نفسه بالصبر والتجلد على الشدائد. والعارفة : الضائرة من العرف ـ بكسر العين ـ وهو الصبر ، وقوله : ترسو أي : ترسخ وتثبت.
وقوله : (إذا نفس الجبان تطلع) أي : تتضرب ولا تستقر.
وقوله تعالى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) [الكهف : ٢٨]
قيل : أراد دائبين على الدعاء في كل وقت ، وقيل : أراد صلاة الفجر والعصر.
وفي عين المعاني للسخاوندي : وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لئن أصبر مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل عليهالسلام ومن بعد صلاة العصر إلى أن تغرب أحبّ إليّ من مثلهم».
وقيل : أراد الصلوات الخمس ، والغداة والعشي عبارة عن الدوام.
وقيل : خصهما لأن من عمل في وقت الشغل كان بالليل أعمل.
وقوله : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) يريد الحث على ملازمتهم.
وقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا)