٢ ـ الوجه الثاني : هو أنّه لو سلّم أنّ الامتثال الإجمالي لعب ، ولا يوجد داعي عقلائي ، لكن هذا اللعب ليس لعبا بأمر المولى ولا سخرية به ، وإنّما هو لعب في نفسه ، وليس كل لعب في نفسه يكون قبيحا أو حراما شرعا ، وإذا لم يكن كذلك وانطبق على العبادة فلا يعنونها بعنوان قبيح ، إذ فرق كبير بين اللعب بما هو لعب في نفسه ، واللعب بأمر المولى ، إذ اللعب في نفسه حتّى لو انطبق على العبادة ، فإنّه لا يعنونها بعنوان قبيح عقلا.
٣ ـ الوجه الثالث : هو أنّه لو سلّم انّ هناك لعبا ، وأنّه لعب بأمر المولى ، لكن هذا اللعب لا يوجب البطلان ، لأنّه لعب في كيفية الطاعة والأداء ، وليس لعبا بأصل الطاعة وأصل الأداء ، فإذا كان هذا اللعب يوجب تعنون الفعل بعنوان قبيح ومحرّم ، فإنّما يوجب تعنون الكيفية لا أصل الطاعة.
إلّا أنّ هذا الوجه غير تام ، لأنّه إذا كانت كيفية الطاعة متحدة وجودا مع أصل الطاعة فحينئذ يتعنون أصل الطاعة بعنوان قبيح ، ومعه يبطل الفعل ، نعم يصحّ هذا الوجه إذا كانت كيفية الطاعة مقارنة لنفس الطاعة وأصلها لا متحدة معها ، وعلى أيّ حال ، فإنّه يكفينا في مقام الجواب الوجهان الأول والثاني المتقدّمان ، وبهذا يثبت انّ الصحيح هو أنّ الامتثال الإجمالي ليس في طول الامتثال التفصيلي ، بل هو في عرضه.