«محرّرا» : حال من «ما» ، وقيل : تقديره : غلاما محررا ؛ أي : خالصا لك. ووقعت «ما» لما يعقل ، للإبهام ، كما تقول : خذ من عبيدى ما شئت.
وحكى سيبويه : سبحان ما سبح الرعد بحمده ؛ كما قال تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) النساء : ٣ والهاء ، فى «وضعتها» الآية : ٣٦ ، تعود على «ما» ، ومعناها التأنيث.
٣٦ ـ (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ)
«وضعتها أنثى» : حال من المضمر المنصوب فى «وضعتها».
ويجوز أن يكون بدلا منه.
«والله أعلم بما وضعت» : من ضم التاء وأسكن العين لم يبتدئ ، بقوله «والله أعلم بما وضعت» ؛ لأنه من كلام أم مريم ، ومن فتح العين وأسكن التاء ابتدأ به ؛ لأنه ليس من كلام أم مريم ، ومثله من كسر التاء وأسكن العين ، وهى قراءة تروى عن ابن عباس.
٣٧ ـ (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما
دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً)
«زكريّاء» : همزته للتأنيث ، ولا يجوز أن تكون للإلحاق ؛ لأنه ليس فى أصول الأبنية مثال على وزنه ، فيكون ملحقا به ، ولا يجوز أن تكون منقلبة ؛ لأن الانقلاب لا يخلو أن يكون من حرف من نفس الكلمة ، والياء والواو لا يكونان أصلا فيما كان على أربعة أحرف ، ولا يجوز أن يكون من حروف الإلحاق ، إذ ليس فى أصول الأبنية بناء يكون هذا ملحقا به.
فلا يجوز أن تكون الهمزة إلا للتأنيث ، وكذلك الكلام على قراءة من قصر الألف التي هى للتأنيث ، لهذه الدلائل.
«كلّما دخل» : كلما ، ظرف زمان ، والعامل فيه «وجد» ؛ أي : أي وقت دخل عليها وجد عندها رزقا.
٣٨ ـ (هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ)
«هنالك» : ظرف زمان ، والعامل فيه «دعا» ؛ أي : دعا ذكريا ربه فى ذلك الحين.
وقد تكون «هنالك» فى موضع آخر ، ظرف زمان ، وإنما اتسع فيها فوقعت للزمان ، بدلالة الحال والخطاب.