ومن ضم السين جعله أعجميا لم ينصرف ، للتعريف والعجمة.
وليس فى كلام العرب «يفعل» ، فلذلك لم يكن عربيا على هذا الوزن.
«يا أبت» : التاء ، فى «يا أبت» ، إذا كسرتها فى الوصل ، فهى بدل من ياء الإضافة ، عند سيبويه ؛ ولا يجمع بين التاء ، وياء الإضافة عنده ؛ ولا يوقف على قوله «يأبه» إلا بالهاء ؛ إذ ليس ثم ياء مقدرة ، وبذلك وقف ابن كثير وابن عامر بفتح التاء ، قدرا أن «الياء» محذوفة ، على حذفها ، فى الترخيم ، ثم رداها ولم يعتدا بها ، ففتحاها كما كان الاسم قبل رجوعها مفتوحا ، كما قالوا : يا طلحة ، ويا أميمة ، بالفتح ؛ فقياس الوقف على هذا أن تقف بالهاء ، كما يوقف على : طلحة ، وأميمة.
وقيل : إنه أراد : «يا أبتاه» ، ثم حذف الألف ؛ لأن الفتحة تدل عليها ، فيجب على هذا أن تقف بالتاء ؛ لأن الألف مرادة مقدرة.
وقيل : إنه أراد : «يا أبتاه» ، ثم حذف ، وهذا ليس بموضع ندبة.
وأجاز النحاس ضم التاء على الشبه بتاء «طلحة» ، إذا لم يرخم. ومنه الزجاج.
«ساجدين» : حال من الهاء والميم فى «رأيتهم» ؛ لأنه من رؤية العين ، وإنما أخبر عن الكواكب بالياء ، والنون ، وهى لا تعقل ، لأنه لما أخبر عنها بالطاعة والسجود ، وهما من فعل من يعقل ، جرى «ساجدين» على الإخبار عمن يعقل ، إذ قد حكى عنها فعل من يعقل.
٦ ـ (وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ
إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
«كما أتمّها» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعتا لمصدر محذوف ؛ تقديره : إتماما كما أتمها.
٧ ـ (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)
«آيات للسائلين» : فى وزن «آية» أربعة أقوال :
قال سيبويه : هى «فعلة» ، وأصله «أيية» ، ثم أبدلوا من الياء الساكنة ألفا ، هذا معنى قوله ؛ ومثله عنده : غاية ، وراية ؛ واعتلال هذا عنده شاذ ؛ لأنهم أعلوا العين وصححوا اللام ، والقياس إعلال اللام وتصحيح العين.