٦٩ ـ (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ
أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)
«سلاما» : انتصب على المصدر.
وقيل : هو منصوب ب «قالوا ، كما تقول : قلت خيرا ؛ لأنه لم يحك قولهم ، وإنما «السلام» بمعنى : قولهم فأعمل فيه ، كما تقول : قلت حقا ، لمن سمعته يقول : لا إله إلا الله ، فلم تذكر ما قال ، إنما جئت بلفظ تحقق قوله ، فأعملت فيه القول ، وكذلك «سلام» فى الآية ، إنما هو معنى ما قالوا ، ليس هو لفظهم بعينه فيحكى.
ولو رفع ، لكان محكيا ، وكان قولهم بعينه.
فالنصب أبدا فى هذا وشبهه مع «القول» إنما هو معنى ما قالوا لا قولهم بعينه ، والرفع على أنه قولهم بعينه حكاه عنهم.
«سلام» : رفعه على الحكاية «لقولهم» ، وهو خبر ابتداء محذوف ، أو مبتدأ ؛ تقديره : قال : هو سلام ، أو : أمرى سلام ، أو : عليكم سلام ، فنصبها جميعا يجوز على ما تقدم ، ورفعهما جميعا يجوز على الحكاية والإضمار.
«فما لبث أن» : أن ، فى موضع نصب على تقدير حذف حرف ؛ تقديره : فما لبث عن أن جاء.
وأجاز الفراء أن يكون فى موضع رفع ب «لبث» ، تقديره عنده : فما لبث مجيئه ؛ أي : ما أبطأ مجيئه بعجل ، ففي «لبث» ، على القول الأول ، ضمير إبراهيم ، ولا ضمير فيه على القول الثاني.
وقيل : «ما» بمعنى «الذي» ، وفى الكلام حذف مضاف ؛ تقديره : فالذى لبث إبراهيم قدر مجيئه بعجل ؛ أراد أن يبين فيه قدر إبطائه ؛ ففي «لبث» ضمير الفاعل ، وهو إبراهيم ايضا.
٧١ ـ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)
ومن رفع «يعقوب» جعله مبتدأ ، وما قبله خبره ، والجملة ، فى موضع نصب على الحال المقدرة من المضمر المنصوب فى «بشرناها» ، فيكون «يعقوب» داخلا فى البشارة.
ويجوز رفع «يعقوب» على إضمار فعل ، تقديره : ويحدث من وراء إسحاق يعقوب ؛ فيكون «يعقوب» على هذا القول غير داخل فى البشارة.