سورة الحجر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩]
أنظر الأنبياء : ٢ من الملخص ، ٢ : ٤٢٣ والمائدة : ٥٥ من الشافي ، ١ : ٢١٧ والتوبة : ٤٠ من الشافي ، ٤ : ٢٥.
ـ (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر : ١٩].
[قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصبهانيّ في هذه الآية] : إنّما خصّ الموزون دون المكيل بالذّكر لوجهين :
أحدهما : أنّ غاية المكيل تنتهي إلى الوزن لأنّ سائر المكيلات إذا صارت طعاما دخلت في باب الوزن وخرجت عن باب الكيل ؛ فكأنّ الوزن أعمّ من الكيل.
والوجه الآخر : أنّ في الوزن معنى الكيل ؛ لأنّ الوزن هو طلب مساواة الشيء بالشيء ومقايسته إليه ، وتعديله به ؛ وهذا المعنى ثابت في الكيل ، فخصّ الوزن بالذّكر لاشتماله على معنى الكيل.
هذا قول أبي مسلم ، ووجه الآية وما يشهد له ظاهر لفظها غير ما سلكه أبو مسلم ، وإنّما أراد الله تعالى بالموزون المقدّر الواقع بحسب الحاجة ؛ فلا يكون ناقصا عنها ، ولا زائدا عليها زيادة مضرّة أو داخلة في باب العبث. ونظير ذلك من كلامهم قولهم : كلام فلان موزون ، وأفعاله مقدّرة موزونة ؛ وإنّما يراد ما أشرنا إليه ، وعلى هذا المعنى تأوّل المفسرون ذكر الموازين في القرآن على أحد