ـ (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) [التحريم : ٣].
أنظر البقرة : ٢٣ من الذخيرة : ٣٦٤.
ـ (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) [التحريم : ٤].
[فيها أمران :]
[الأوّل : استدلّ بهذه الآية على أنّ أقلّ الجمع اثنان : قال السيّد :] فأمّا قوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ، ففيه تصرّف مليح فصيح ؛ لأنّا نعلم أنّ القلب نفسه لا يصغى ولا يتعلّق بغيره ، وإنّما المتعلّق بغيره ما يحلّ فيه من دواع ، ومحبّات ، وإرادات ، فحذف ذكر الحالّ فيه ، وأقام المحلّ مقامه ، وجمع المحلّ الّذي هو القلب ، لما كان هو والحالّ جمعا ، ومن عادتهم ذلك ، لقرب الحالّ من محلّه ، والمحلّ من الحالّ ، ويجوز أن يكون شاهدا له قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي) (١) و «جاء ربّك» لإقامة المضاف إليه مقام المضاف (٢).
[الثاني : قال القاضي : دليل لهم آخره ، ربّما تعلقوا بهذه الآية] ويقولون المراد بصالح المؤمنين هو أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وقد جعله الله تعالى مولى للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يجوز أن يخصه بذلك إلّا لأمر يختصّ (٣) به دون سائر المؤمنين ، وذلك الأمر ليس إلّا طريقة الإمامة (٤).
ثم أورد كلاما كثيرا أبطل به دلالة هذه الآية على النصّ ، والذي نقوله إن الآية التي تلاها لا تدلّ عندنا على النصّ على أمير المؤمنين عليهالسلام بالإمامة ولا اعتمدها أحد من شيوخنا في هذا الموضع ، وكيف يصحّ اعتمادها في النصّ من حيث تتعلّق بلفظة «مولاه»؟ ونحن نعلم إن هذه اللفظة لو اقتضت النصّ بالإمامة لوجب أن يكون أمير المؤمنين عليهالسلام إماما للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأن المكنّى عنه بالهاء
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية : ٨٢.
(٢) الذريعة ، ١ : ٢٣٣.
(٣) يختصه خ ل.
(٤) المغني ، ٢٠ : ١٣٩.