فانّ اكثر المحقّقين توقّفوا فيما إذا تعارض الحقيقة المرجوحة مع المجاز الراجح» ، انتهى ، ووجه ضعفه يظهر ممّا ذكر ،
______________________________________________________
بأصالة الحقيقة ، في جانب العام ، حتّى يقال : بانّ اكرم العلماء ، يشمل زيدا أيضا ، سواء كان لا تكرم زيدا معتبرا ، أو لم يكن معتبرا ، (فانّ أكثر المحققين توقّفوا ، فيما اذا تعارض الحقيقة المرجوحة مع المجاز الرّاجح) ممّا يدلّ على انّهم ، لا يعملون بأصالة الحقيقة تعبدا ، والّا لم يكن وجه للتوقف في انّه هل يقدّم الحقيقة المرجوحة أو المجاز الراجح؟.
(انتهى) هذا التفصيل (ووجه ضعفه ، يظهر ممّا ذكر) في التفصيل المتقدّم ، عن الشيخ محمد تقي صاحب المعالم ـ الّذي ذكرنا : انّه تفصيل متين ـ لانّه تفصيل في بعض شقوق التفصيل المتقدّم.
وحاصل جواب المصنّف عنه : تسليم الاجمال في المتصل مطلقا معتبرا كان أو غير معتبر ، ومنعه في المنفصل مطلقا معتبرا كان أو غير معتبر ، فاذا قال : اكرم العلماء ولا تكرم زيدا ، وفرضنا انّ لا تكرم زيدا معتبر ، وكان متصلا ، أوجب الاجمال ، وكذلك لو فرضنا انّ المتصل كان غير معتبر ، أمّا اذا قال : لا تكرم زيدا منفصلا وبعد مدة من الزمان ، فلا فرق في عدم تعديه إلى العام ـ ممّا يسبب اجماله ـ بين ان يكون لا تكرم زيدا معتبرا ، أو غير معتبر.
فانّه اذا اتصل بالكلام ، ما يصلح للقرينيّة ، خرج اللفظ عن الظهور عرفا ـ على المشهور ـ فلا يجري اصالة الحقيقة ، وأمّا لو شكّ في القرينيّة رأسا بأن لم نعلم ، هل هناك قرينة أو لم تكن قرينة أو كان هناك شيء منفصل مجمل صالح للقرينيّة؟ فلا يخرج اللفظ عن الظهور ، سواء كان المنفصل معتبرا ، أو لم يكن معتبرا ، ويجري الاصل في العموم المتقدّم.